• التاريخ:04/14/2016 12:00 AM
  • المكان

الوصف

الشخصيات

زابو                جندي

السيد تيبان         والده

السيدة تيبان        والدته

زيبو             جندي من الأعداء

الممرض الأول

الممرض الثاني

كتب المخرج والمؤلف المسرحي الأسباني فرناندو آرابال (المولود عام 1932) مسرحية «نزهة في ميدان معركة " عام 1952 أي في نفس العام الذي ظهرت فيه مسرحية " في انتظار غودو" لصموئيل بيكيت الذي يدين له أرابال في الكثير من الأشكال والمضامين المسرحية. تعتبر مسرحية آرابال هذه ذات الفصل الواحد من أشهر مسرحياته تنديدا بالحرب وأهوالها ومن أفضل نصوص أدب التحريض.

عاش أرابال تجربة المنفى منذ عام 1955 في باريس منفصلا عن وطنه الأم اسبانيا وكذلك عن وسائل الاتصال اللغوية والثقافية التي تربطه مه شعبا، فكتب مسرحياته ونصوصه الأدبية ا أفري باللغة الفرنسية.

يعرف آرابأل عالميا بانتمائه الى مسرح اللامعقول " و " المسرح الأسود" لكنه منذ عام 1968 طور مسرحه الى ما يسمى – "مسرح الكويريلا" أي "مسرح حرب المصابات أو «المدن ". ان نظرية آرابال حول "مسرح الصدمة " التي منحت "مسرح اللامعقول " امتداده الخاص تربط دراما تأثير الصدمة وتأثير الصدمة المفاجئة اللامعقولة بهدف أخلاقي وإنساني. انها ترى الحياة ممتزجة جوهريا في الذكرى المغمورة في اللآوعي. ومن هنا ينظر الى الذكرى باعتبارها تاريخا، وهذا ما تؤكده هذه المسرحية " نزهة في ميدان معركة » فالمشهد الأخوي السعيد عند نهاية المسرحية يمزق بشكل صاعق الحجاب اللاواعي للأحداث ويتحول الى مشهد قتل جماعي لضحايا ابرياء. غير أن بين الشخصيات المسرحية الأربعة يبرز منظور انتقادي آخر موجه الى الضحايا أنفسهم وهو جوهر المسرحية, انه يتمركز على أبوي الجنديين اللذين ينظران الى الحرب على أنها توق الى الماضي. ترفع الستارة أرض جرداء. في وسط المسرح أكياس من الرمل. فترة صمت طويلة متصلة, تقطع فقط مرة خلال أصوات طلقات متفرقة.

بعد نصف دقيقة على رفع الستارة يدخل الجندي زابو. يحمل زابو بندقية, تليفون ميدان, منظار ميدان وكيس ظهر مملوءا غير منتظم, يبدو عليه ممكنا أكثر مما هو في الواقع, يظهر على زابو انطباع خجول, غير حاذق, متبلد إلا أنه انطباع حسن.

زابو يدحرج على الأرض لفة من الأسلاك الشائكة بحركة تنم عن عدم معرفة.

يتوقف.

يضع اللفة على الأرض.

يقيس كل عرض المسرح بدقة تامة يتوقف.

يفكر.

يتطلع الى السماء.

يفكر.

يتجه الى أكياس الرمل ويضع عليها البندقية والتليفون وكيس الظهر.

يفكر.

يفحص بدقة أكياس الرمل.

يتطلع حوله

يفكر

يبلل أصبع سبابته بلسانه ويرفعه في الهواء. يفكر.

فجأة يخرج من كيسه أشياء مختلفة : قنابل يدوية, صحيفة, مسدسا، كببا من الصوف, بلوزة حياكة نصف منجزة الى جانب إبرة حياكة, غليون, مرآة, فرشاة أسنان, وأخيرا كتابا فيه تعليمات عن المواضع التي يجب عليه تثبيت الأسلاك الشائكة عليها.

 يتوقف عن عمله.

ينظر بامتنان في الكتاب.

يتصفح الكتاب بسرعة من المقدمة الى المؤخرة فيما يبلل خلال ذلك سبابته بلسانه, ثم يكرر ذلك بسرعة من المؤخرة الى المقدمة, لم يجد شيئا، يحار. يتصفح الكتاب مرة أخرى بسرعة من المقدمة الى المؤخرة ثم من المؤخرة الى المقدمة.

 يتوقف, يبدو عليه السرور: لقد وجدها : يقرأ. يفكر.

يتفحص فيما حوله بعناية.

يتناول المنظار وينظر خلاله فيما حوله. يبدو عليه الارتياح.

يثبت المنظار على الأرض..

ثم يتحول بعد ذلك مباشرة الى الجد.

يتناول الكتاب وينظر الى موضع الأسلاك الشائكة. يستمر في

القراءة بشكل مشتت (الفصل الذي يدور حول " طريقة تثبيت الأسلاك الشائكة ").

يبدأ بنشر الأسلاك الشائكة. يجرب بكل القياسات على ضوء ما هو موجود في الكتاب ويبدو عليه الجد والاهتمام. يتقدم خطوات الى الأمام. يضع بواسطة كعب جزمته علامات على الأرض.

يرجع خطوتين الى الوراء ويضع إشارة, ثم خطوتين الى الجانب : علامة وهكذا.

الآن هناك علامات مختلفة على الأرض.

 يفحصها كلها.

يفكر.

يعود الى الكتاب.

يستمر في تفحصه للعلامات

يفكر.

ينظر في جميع الجهات ويمسح فجأة بضحكات خائفة قصيرة مكتومة كل العلامات.

ثم يمد بحزم الاسلاك الشائكة بشكل مائل على خشبة المسرح.

 يتأملها مندهشا.يتجه اليها ويمسدها بيديه.

 بغتة يبدو عليه انطباع حزين : على أي جانب من الأسلاك الشائكة يجب عليا أن يقف ؟

يتناول البندقية ويتخذ موضع المقاتل على أحد جانبي الأسلاك الشائكة, ثم يذهب الى الجانب الآخر ويفعل نفس الشيء.

 يتردد.

يتجه الى كيس الظهر ويخرج منه بعجلة كل الأشياء المختلفة. أخيرا يعثر على خارطة عليها خطة, يبسطها، انها هائلة يحاول تثبيت الموضع.

يفكر.

يزداد حزنه وعدم حزمه أكثر مما قبل.

 ينتقل من أحد جانبي الأسلاك الشائكة الى الجانب الآخر. يتردد أكثر من السابق.

أخيرا تفصح امارات وجهه عن شيء ما.

 يتناول قطعة نقود ويرميها في الهواء: يبقى عند أكياس الرمل مبتهجا!

استراحة

يتناول البلوزة غير المكتملة وكبة الصوف.

 يضطجع على أكياس الرمل ويبدأ بالحياكة.

 يحوك لفترة من الوقت.

ينهض.

يجرب البلوزة.

يرتديها بشكل غير منتظم ويتأمل نفسه.

 يذهب الى كيس الرمل ويخرج المرآة.

يضع المرآة عل الأسلاك الشائكة.

 يتأمل نفسه ويمسك بالبلوزة قبالة ملابس القتال.

ينظر في المرآة.

يضحك ضحكة مكتومة.

صمت.

يضحك عاليا، ويشعر بالخوف فجأة ويتوقف عن الضحك.

يتطلع حوله.

تسقط منه كبة الصوف.

يبحث عنها بين الأكياس, يبحث عنها بإلحاح ملحوظ.

 يتلمس الأرض بين الأكياس دون أن يردها

يبدو عليه السرور.

يعثر على شيء كروي.

يتأمله : انها قنبلة يدوية.

يندب نفسا بصوت خفيض " غبي! انها ليست مما تبحث عنه!" يرميها بإهمال تنفجر مدوية ينبطح فورا على الأرض ويتمدد بهلع بين الأكياس.

يدق تليفون الميدان.

يرفع زابو السماعة بتعابير وجه مرتعبة.

زابو : هالو.. هالو… أمرك أيها القائد..

نعم, انني في نوبة حراسة القطاع السابع والأربعين.. لا جديد أيها القائد… عفوا أيها القائد، متى نواصل القتال ؟.. والقنابل اليدوية ؟ ماذا أفعل بها؟ أرسلها الى الخلف أو المقدمة ؟ ليس عن قصد أيها القائد، لم أقصد سوءا.. أيها القائد، أشعر حقا بالوحدة, الا يستطيع سيدي القائد أن يرسل لي وفيقا؟ حتى ولو كانت معزة.. – يبدو ان القائد قد وبخه بشدة – أمرك أيها القائد، أمرك. ( يعلق زابو السماعة متذمرا).

صمت.

)يأتي السيد والسيدة تبيان بسلال الفطور كما في نزهة.يكلمان ابنهما الذي يجلس وظهره اليهما ولا يراهما).

 تبيان (بابتهاج) : انهض يأبني وقبل والدتك في جبينها!

 (ينهض زابو مباغتا ويقبل والدته بجلال في جبينها، يريد أن يقول شيئا لكن والده يقاطع كلماته )

والآن أمنحني قبلة !.

زابو : ولكن يا أبي الحبيب, يا أمي الحبيبة, كيف تجرأتما على المجيء الى هنا؟ الى سلا هذا المكان الخطر؟ ارجعا حالا الى البيت !. تبيان : ماذا ؟ هل تريد أن تعلم أباك ماذا تعني الحرب والخطر؟ ان كل هذا لا يعدو أن يكون بالنسبة لي أكثر من لعبة أطفال. كم من مرة, على سبيل الذكر فقط, قفزت من قطار يسير تحت الأرض !

 السيدة تبيان : كنا نخشي أن تشمر بالملل. لذا أردنا زيارتك زيارة قصيرة. أخيرا يجب على هذه الحرب أن ينالها التعب والانهاك !

 زابو : سيحصل ن لك فيما بعد.

تبيان : أعلم ولكن كيف. ان المكانس الجديدة تكتسح جيدا. في البدء يبتهج المرء للقتل ورمي القنابل اليدوية ووضع الخوذة على الرأس. ذلك لطيف, ولكن بمرور الوقت يصبح الأمر مقززا. عليك أن تعيش فا كان في زمني! آنذاك كان المسير في مثل هذه الحرب بهجة. وبخاصة الخيول. كانت هناك خيول كثيرة ! يا لها من متعة خالصة ! عندما كان الآمر يأمر: هجوم, وكنا جميعا نرتدي البدلات الحمراء. حالا! يا له من مشهد! ثم هجوم عاصف, السيوف في اليد وفجأة يظهر العدو أمامنا، وكان أيضا على مرتفع, ومعه خيول – كانت الخيول موجودة دائما، أكوام هن الخيول لها مؤخرات مكورة جميلة – وكان للأعداء جزعات لامعة وبدلات خضراء.

 السيدة تبيان : كلا، ان بدلات العدو لم تكن خضراء وانما زرقاء أتذكر ذلك جيدا: زرقاء كانت.

تبيان : وانا أقول لك انها خضراء.

السيدة تبيان : كم من مرة كنت أقف على الشرفة حينما كنت صغيرة كي أشاهد المعركة وأقول للفتي الجار: " أتراهن معك على عود عرق سوس على أن الأزرق سينتصر!». *

 تبيان : ليكن ! : أسم لك بذلك.

السيدة تبيان : كانت المعارك دائما تأسرني، حينما كنت صغيرة وددت أن أكون قائدة في سلاح الفرسان, لكن ماما لم تكن تريد ذلك. انت تعلم جيدا تزمتها الشديد!

تبيان : ان أمك وزة بلهاء.

زابو : لا تغضبا، يجب عليكما أن ترحلا. ان لم يكن المرء جنديا عندئذ يجب علية الا يتواجد في أرض المعركة.

تبيان : نحن هنا لنتذوق معك الخلوة والتمتع بيوم أحدنا.

 السيدة تبيان : : وقد أعددت خصيصا غداء فاخرا : نقانق, بيض مسلوق الذي تحبه جدا ! خبز مع شرائح لحم, نبيذ أحمر، سلطة وكاتو.

زابو: جميل,كما تريدان, ولكن اذا جاء الآمر عندئذ ستقع المشكلة,… انه لا يريد اطلاقا زوارا على الجبهة. انه يحثنا باستمرار قائلا " في الحرب نحتاج الى نظام وقنابل يدوية وليس  زوارا! ".

تبيان : دعك من ذلك : دعك : سأهمس ببضع كلمات في أذن السيد آمرك.

 زابو : واذا ما بدأت ثانية ؟

تبيان : وهل تظنني سأخاف ؟ لقد عشت أشياء أخرى تماما! آه, لو كانت معركة فرسان ! لكن الأحوال تغيرت, وهذا ما لم تفهمه.

(صمت ) لقد جئنا على دراجة بخارية ولم يسألنا أحد عن شيء.

 زابو : ربما اعتبروكما حكاما.

تبيان : لم يكن من اليسير التقدم مع كل هذه المؤن.

السيدة تبيان : وهل تعلم كيف تعطلت كل حركة عند وصولنا بسبب مدفع ؟

تبيان : على المرء أن يتوقع كل شيء في الحرب.

السيدة تبيان : حسنا لنبدأ في تناول الطعام.

تبيان : لك الحق, انني جوعان كالذئب, ربما كان ذلك بسبب غبار البارود.

السيدة تبيان : لنجلس على الدكة ونأكل.

زابو : هل احتفظ بالبندقية أثناء الأكل ؟

السيدة تبيان : دعك من البندقية, لا يمكن الأكل مع البندقية, انها قلة أدب (صمت).

ولكن انظر ! إنك متسخ مثل الخنزير! كيف وصلت الى هذا الحال ؟ أرني يديك !

زابو : لم يريها يديه بخجل ) كان علي أثناء التمارين ان أزحف على الأرض

السيدة تبيان : والأذنان ؟

زابو : لقد غسلتهما صباح هذا اليوم.

السيدة تبيان : لا بأس. والأسنان ؟ (يريها اسنانه ). جيدة جدا ! والآن من هو الذي يريد أن يقبل ابنه قبله جميلة لأنه غسل أسنانه جيدا، (لزوجها): تعال, إن أبنك غسل أسنانه جيدا، قبله (تبيان يقبل ابنه ) لأنك تعلم : بأنني لا أصبر على أن تتحدث أثناء الحرب ولا تغسل نفسك !

زابو : أجل, ماما.

 (يأكلون )

تبيان : والآن يا بني،كم حلقة أصبت ؟

زابو : متى ؟

تبيان : في الأيام الأخيرة.

زابو : أين ؟

تبيان : الآن هنا، انك في معركة.

زابو : لا بأس. لم أصب الكثير من الحلقات. وتقريبا.

لم أصب الدائرة السوداء.

تبيان : وما هو أفضل ما أصبت ؟

 زابو : ليست الخيول. لم تعد هناك خيول بعد.

تبيان : اذن جنود ؟

زابو : ربما.

تبيان : " ربما" الا تعلم بالضبط ؟

زابو : لأنني… لأنني أطلق بدون هدف.. (صمت ).وبعد ذلك أصلي الصلاة الربانية للرجل الذي أصرعه.

 تبيان : يجب أن تكون أشجع,مثل أبيك.

 السيدة تبيان : سأضع اسطوانة على الغرامافون (تفعل ذلك. إنها اسطوانة رقصة باسا دويله. يجلس الثلاثة جميعا على الأرض ويستمعون الى الاسطوانة (.

تبيان : انني اسمي هذا موسيقى، أجل سينورا!

 (تستمر الموسيقى. يظهر جندي من الأعداء: زيبو. يرتدي ملابس شبيهة تماما بملابس زابو، عدا لونها المختلف : بدلة زيبو خضراء وبدلة زابو رمادية. زيبو يستمع للموسيقى فاغر الفم. يقف خلف العائلة التي لا تشعر بوجوده. الاسطوانة تنتهي، زابو ينهض ويكتشف زيبو. الاثنان يرفعان أيديها الى الأعلى. السيد والسيدة تبيان ينظران اليهما بدهشة(.

تبيان : ما الذي يجري هنا؟

(يبدي زابو ردود فعل : يتردد. يتناول بندقيته ويسددها الى زيبو بملامح جدية(.

زابو : ارفع يديك !

(يرفع زيبو يديه أكثر علوا ويبدو عليه الخوف " لا يعلم زابو ما الذي يفعله. فجأة يجري باتجاه زيبو، يربت على كتفيه برقة ويقول :

زابو :انت رهن الاعتقال (الى والده بانتشاء) : هكذا لقد أسرت جنديا!

تبيان : جميل.وماذا ستفعل معه, الآن ؟ زابو لا أدري، ولكن ربما سأمنح رتبة ملازم.

تبيان : حاليا أوثقه.

زابو : أوثقه ؟ لماذا؟

تبيان : الأسير يوثق.

زابو : كيف يتم ذلك ؟

تبيان : اربط يديه معا!

السيدة تبيان :صحيح يجب أن توثق يديه. هذا ما شاهدته دائما.

 زابو : حسنا (الى الأسير)مد يديك رجاء!

 زيبو : لا تؤذني!

زابو : كلا.

زيبو : أوه ! إنك تؤذيني!

تبيان : لكن, لكن, ينبغي الا تسي ء معاملة أسيرك.

السيدة تبيان : أهذه تربيتي؟ كم مرة قلت لك بأن على المرء أن يعامل أقرباءه بأدب واحترام ! زابو : لم أفعل ذلك عن قصد. (الى زيبو): وهكذا؟ هل يؤذيك أيضا؟

زيبو : كلا، لا يؤذيني هكذا.

تبيان : قل بصراحة كن متأكدا، لا تخجل منا. زيبو : هكذا أفضل.

تبيان : والآن الأقدام.

زابو : الأقدام أيضا ؟ سوف لا ننتهي من هذا!

 تبيان : ألم يوضحوا لك التعليمات ؟

 زابو : أجل.

تبيان : إذن.

زابو : (باحترام شديد للأسير) هل تتفضل رجاء وتجلس على الأرض ؟

زيبو : أجل ولكن لا تؤذني!

السيدة تبيان : هل رأيت ؟ ستثير غضبه نحوك !

 زابو : كلا, كلا, هل أؤذيك ؟

زيبو : كلا, اطلاقا.

زابو : (فجأة ) بابا، ماذا سيكون لو التقطت لنا صورة ؟ الأسير على الأرض وأنا بقدمي على بطنه ؟

تبيان : أجل. سيكون ذلك جميلا.

زيبو : كلا, ليس هذا.

السيدة تبيان : قل نعم, لا تكن عنيدا!

زيبو : كلا قلت " كلا"وسأبقى كذلك.

السيدة تبيان : فقط هكذا، صورة صغيرة ! ماذا يضيرك ؟ وسنعلقها في غرفة الطعام جنب ميدالية الإنقاذ التي نالها زوجي قبل ثلاثة عشر عاما.

زيبو : كلا، لا يمكن اقناعي.

زابو : ولكن لماذا لا تريد؟

زيبو : لأنني مخطوب. واذا ما شاهدت خطيبتي الصورة ذات يوم فإنها ستقول انني لا أعرف أن أحارب.

 زابو : ولكن بامكانك أن تقول لها بأنها ليست صورتك وانما صورة فهد.

السيدة تبيان : والآن ؟ قل " نعم "!

زيبو : ليكن. ولكن فقط من أجل أن أدخل السرور الى قلبكم.

 زابو : تمدد!

(يتمدد زيبو. يضع زابو قدمه على بطن زيبو ويتناول بندقيته بملامح وجه حربية.)

السيدة تيبأن : أبرز صدرك أكثر!

 زابو : هكذا؟

السيدة تبيان : أجل. هكذا ولا تتنفس.

تبيان : ليكن مظهرك كالبطل.

زابو : كيف يمكن أن أظهر كالبطل ؟

تبيان : ببساطة. كن مثل القصاب عندما يتحدث عن حكايات النساء.

زابو : هكذا ؟

 تبيان : أجل,هكذا.

السيدة تبيان : وقبل كل شيء الصدر الى الخارج ولا تتنفس !

زيبو : هل سينتهي ذلك قريبا ؟

تبيان : قليلا من الصبر. واحد.. اثنان… ثلاثة.

زابو : آمل أن أبدو جيدا.

السيدة تبيان : بالتأكيد. كنت تبدو محاربا كبيرا.

 تبيان : كنت تبدو بالشكل الصحيح تماما.

السيدة تبيان : (الى تبيان ) أود أن أصور معك.

تبيان : فكرة حسنة.

زابو : جميل. اذا أردتما سألتقط لكما صورة.

 السيدة تبيان : أعطني خوذتك كي أبدو مثل الجندي!

 زيبو : لا أريد أن أصور بعد.. مرة واحدة كثير علي.

 زابو : لا تقل هذا! ماذا يضرك ؟

زيبو : هذه كلمتي الأخيرة.

تبيان (الى زوجته ) دعك من هذا، دعك, الأسرى دائما حساسون.

 اذا استمررنا على ذلك فسينزعج ويفسد متعتنا.

 زابو : جميل ماذا نفعل به بعد؟

السيدة تبيان : نستطيع أن ندعوه الى الطعام مار أيك ؟

 تبيان : انني لست ضد هذا.

زابو : (الى زيبو)ما رأيك في تناول الطعام معنا؟

 زيبو : أوووخ

تبيان : لقد أتينا بنبيذ فاخر.

زيبو : اذن, هيا.

السيدة تبيان : تصرف كما لو كنت في بيتك. شمر عن ساعديك.

 زيبو :سأفعل.

تبيان : وماذا عنك انت الآخر؟ هل أصبت كثيرا من الحلقات ؟

زيبو : متى؟

تبيان : في الأيام الأخيرة.

زيبو: أين؟

تبيان : الآن, هنا، انك في حالة حرب.

زيبو: لا بأس. لم أصب كثيرا من الحلقات. أم أصب في المنطقة السوداء إطلاقا.

تبيان : وما هو أفضل ما أصبت : الجنود الأعداء ام الخيول ؟

 زيبو : ليست الخيول, لم تعد هناك من خيول بعد

 تبيان : اذن جنود؟

زيبو : ربما.

تبيان : «ربما" الا تعرف بالضبط ؟

زيبو : لأنني… لأنني بالذات أطلق بدون هدف.. (فترة صمت ) وأثناء ذلك أصلي صلاة القديسة ايفا – ماريا والرجل الذي أصرعه.

زابو : القديسة ماريا؟ كنت أظن الصلاة الربانية.

زيبو : كلا دائما صلاة القديسة ماريا. (صمت ) انها أقصر.

تبيان : الجرأة أيها الصديق القديم, شجاع, شجاع !

 السيدة تبيان : (الى زيبو) ان أردت نستطيع أن نحل وثاقك.

 زيبو : كلا، دعكم من ذلك, لا يهم.

 تبيان : لا تحتاج عندنا لأن تتكلف. اذا أردت أن نحل وثاقك فما عليك إلا أن تقول لنا ذلك !

السيدة تبيان : خذ راحتك.

زيبو : اذا كنتم تصرون إذن حلوا وثاق قدمي ولكن ليس هذا الا نزولا عند رغبتكم.

تبيان : زابو, حل وثاقه !

(يفعل زابو ذلك )

السيدة تبيان : الا تشعر الآن بشكل أفضل ؟

زيبو طبعا. لكنني لا أريد أن أثقل عليكم.

تبيان : لا عليك تصرف كما لو كنت في البيت. واذا أردت, نستطيع أن نحل وثاق يديك أيضا، ما عليك إلا أن تقول.

 زيبو : كلا، ليس اليدين, لا أريد أن أتمادى في احسانكم.

 تبيان : كلا أيها الصديق كلا. أقول بأنك لا تثقل علينا كثيرا.

 زيبو : جميل… اذن حلوا وثاق يدي أيضا، ولكن فقط لكي أتناول الطعام, موافقون ؟ لا أريد أن تظنوا بأني ذلك الشخص الذي إذا مد اليه أصبع تناول اليد بأكملها.

تبيان : حل وثاق يديه أيها الشاب.

السيدة تبيان : والآن : وبما أن السيد الأسير إنسان محبوب فسوف نقضي في الحقل يوما رائعا حقا.

زيبو : لا تقولوا : السيد الأسير! قولوا ببساطة : الأسير،.

 السيدة تبيان : الا يزعجك ذلك ؟

زيبو : كلا, ولا أدنى ازعاج.

تبيان : انك حقا انسان متواضع. يجب قول ذلك.

(تسمع أصوات طائرات )

زابو : طيارون. سيقصفوننا بالتأكيد.

(ينبطح زابو وزيبو على الأرض ويخفيان نفسيهما بين أكياس الرمل).

زابو : (الى والديا) أخفيا نفسيكما!

ستسقط القنابل على رأسيكما.

(غطت أصوات الطائرات على كل شيء. وسقطت أولى القنابل على مسافة قريبة ولكن ليس على المسرح. ضوضاء كامنة. زابو وزيبو تكورا بين أكياس الرمل. السيد تبيان يتحدث بهدوء الى زوجته التي كانت تجيبا هي الأخرى بهدوء أيضا. لا يسمع من الحوار شيء بسبب القنابل تذهب السيدة تبيان الى أحدى السلال وتخرج منها مظلة. تشرعها ويحتمي الزوجان بظلها كما لو أن السماء تمطر. يظلان واقفين, يميلان بايقاع متسق من قدم الى أخرى وهما يتحدثان عن شؤونهما الخاصة. يستمر القصف. أخيرا تتفوق الطائرات هدوء. (السيد تبيان يمد أحدى يديه خارج المظلة ليتحقق ان كان لا يزال ذلك الشيء يسقط من السماء). تبيان : (الى زوجته ) يمكنك غلق المظلة. (تفعل السيدة تبيان ذلك لم يتجه الاثنان الى ولديهما ويضربانه بالمظلة بضع ضربات على مؤخرته ) هيا! اخرجا. انتهى القصف.

(زابو وزيبو يزحفان في مخبئهما)

زابو : ألم يحدث لكما شيء؟؟

تبيان : ماذا يمكن لأبيك أن يحدث ؟ (بكبرياء): أمثل هذه القنابل الصغيرة ؟ شيء مضحك. (يظهر من جهة اليسار جنديان من الصليب الأحمر وهما يحملان محفة ).

الممرض الأول : هل هناك من قتل ؟

زابو : كلا، ليس هنا.

الممرض الأول : هل تفحصت جيدا، أمتأكد أنت ؟

زابو : متأكد جدا.

الممرض الأول : ولا قتيل واحد؟

زابو : أقول لك كلا.

الممرض الأول : ولا حتى جريح ؟

زابو ولا جريح !

الممرض الثاني (للأول ) : فتش جيدا، ربما تجد جثة هنا أو هناك.

 الممرض الأول : دعك من ذلك لقد قالوا لك لا يوجد قتلى.

 الممرض الثاني : يا للقرف !

زابو : يؤسفني جدا، ليس في اليد حيلة. المرض الثاني : كهم يقولون ذلك. لا يوجد قتل, وليس في وسعهم ما يفعلون.

الممرض الأول : دع السيد وشأنه !

تبيان : (باهتمام ) : لو كنا نستطيع ساعدتكم حسب, لكان ذلك من دواعي سرورنا، فنحن رهن اشارتكم.

 الممرض الثاني : إذا استمر الأمر على هذا الحال فسنواجه مشكلة مع القائد!

تبيان : ولكن ما المسألة ؟

الممرض الثاني : ببساطة لأن الآخرين قد أنهكت سواعدهم لكثرة ما نتلوه من جثث وجرحى، أما نحن فلم نعثر على شيء رغم بحثنا المتواصل.

تبيان : انه شيء مزعج حقا ! (الى زابو). هل انت واثق من عدم وجود قتل هنا ؟

زابو : طبعا بابا.

تبيان (بحنق ) : قل الأفضل بأنك لا تود مساعدة السادة رغم أنهم مهذبون.

الممرض الأول : لا تؤنبه هكذا! دعة. نأمل ان نجد في الخنادق الأخرى حظا أفضل وان يكونوا جميعا قتلى.

 تبيان : عندئذ سأبتهج طربا.

السيدة تبيان : وأنا أيضا انها لفرحة حقيقية في أن يقوم المرء بمهمته بشكل جدي.

تبيان : (يصيح مستنكرا عبر الكواليس ) : والآن ؟ الا يريد أحد أن يؤدي خدمة لهذين السيدين ؟

زابو : لو كان الأمر يتعلق بي لأديتها قبل ذلك بوقت طويل.

 زيبو : وأنا أيضا.

تبيان : أجل, قل, الا يوجد بينكم أيضا جريح واحد؟

 زابو (بخجل ) : كلا, ليس بيننا.

تبيان : (الى زيبو) : وانتم ؟

زيبو : (بخجل ) : وأنا أيضا. انني دائما عاثر الحظ.

 السيدة تبيان ): (بقناعة ) : لقد راح عن بالي, صباح هذا اليوم الباكر جرحت أصبعي أثناء تقشيري للبصل هل ينفعكم هذا؟

 تبيان : بالطبع (بحماس ) سينقلونك في الحال !

 الممرض الأول : كلا، لا يمكن, لا يمكن مع السيدات.

 تبيان : نحن الآن كما في البداية.

الممر ض الأول : لا يهم.

الممرض الثاني : ربما نختصر المسألة في الخنادق الأخرى

 (يقومان بحركات معينة ).

تبيان : لا يهمك من ذلك. اذا وجدنا قتيلا فسنحتفظ به لكما. لا تقلق فسوف لا نعطيه إلى شخص آخر.

الممرض الثاني : أشكرك كثيرا.

تبيان : لا شكر غلى الواجب يا صديقي، انها مسألة بديهية.

(يودع الممرضان الأشخاص الأخوين يحييهما الأشخاص الأربعة جميعا. ينصرف الممرضان ).

السيدة تبيان : انه شيء ممتع أن يلتقي المرء في نزهة يوم الأحدبأناس لطيفين. (صمت ) ولكن لماذا انتم أعداء حقا؟

 زيبو : لا أدري. أنني لست من المتعلمين جدا.

 السيدة تبيان : هل أنتم أعداء منذ الولادة أم حصل ذلك فيما بعد؟

 زيبو : لا أدري، لا علم لي بذلك إطلاقا.

تبيان : اذن كيف ذهبتم الى القتال ؟

زيبو : ذات يوم, حينما كنت أصلح مكواة والدي، جاء سيد وقال : " هل انت زيبو؟" – " أجل " – "حسنا، عليك أن تذهب الى الحرب !» بعد ذلك سألته : «ولكن الى أية حرب ؟» ثم قال : " ألا تقرأ الصحف, يا أيها المغفل ؟" أجبته بأنني أقرأ بعضا منها ولكن ليس قصص الحرب…

زابو : هذا ما حدث معي تماما, بالضبط.

تبيان : أجل, لقد أحذوك أنت أيضا.

السيدة تبيان : ليس بالضبط, في ذلك اليوم لم تكن تصلح المكواة بل العربة.

تبيان : كنت أعني بقية الحديث (الى زيبو) وبعد ذلك ماذا حدث ؟

 زيبو : قلت له لدي خطيبة ويجب أن أصحبها الى السينما يوم الأحد والا ستنفجر من الغضب. وقال لا شأن لذلك بالحرب.

 زابو : تماما, هذا ما كان معي أيضا, بالضبط.

 زيبو : ثم جاء والدي وقال بأنني لا أستطيع الذهاب الى الحرب وذلك لعدم امتلاكي حصانا.

زابو : تمإما مثلما قال أبي,

زيبو : ثم أشار السيد الى أن المرء بحاجة الى حصان, وسأله ان كنت أستطيع اصطحاب خطيبتي معي قال كلا، وان كنت استطيع اصطحاب عمتي لكي تصنع لي يوم الخميس الحلويات التي أحبها جدا.

السيدة تبيان : (تلاحظ بأنها قد نسيت الحلويات ) أخ, حلوياتك !

 زيبو : وقال مرة أخرى «كلا"

زابو : تماما مثل أمي!

زيبو : ومنذ ذلك الوقت وأنا تقريبا وحيد في الخندق.

السيدة تبيان : ( الى زيبو) : انت وسيدك الأسير متقاربان جدا واذا شعرتما بالملل, أقصد تستطيعان أن تلعبا معا بعد الظهر.

 زابو : كلا، ماما، انني أخاف كثيرا.. انه عدو.

تبيان : مهلا, مهلا, لا عليك أن تخاف.

زابو : لو كنت تدري بما حدثنا به الجنرال عن الأعداء!

 السيدة تبيان : مذا قال اذن ؟

زابو : قال بأن الأعداء أناس شريرون جدا. فحينما يأسرون أشخاصا يضعون في جزماتهم حصاة حتى يتألموا عند السير.

 السيدة تبيان : يا للقسوة ! إنها وحشية !

تبيان (بغضب الى زيبو) وأنتم الا تخجلون من الخدمة في جيش من المجرمين ؟

زيبو : لم أقم بعمل مؤذ. ليس عندي من إساءة ضد أحد.

السيدة تبيان : إنه يريد أن يخدعنا بملامحه المنافقة !

 تبيان : كان علينا الا نحل وثاقه. لا نحتاج إلا لحظة واحدة لندير ظهورنا له حتى يملأ جزماتنا بالحصى.

 زيبو : لا تسيئوا الي !

تبيان : ماذا تعتقد ؟ ما الذي على المرء أن يفعله ؟إنني غاضب ! إني أعلم ماذا سأفعل : سأذهب الى القائد وأرجوه قبولي في الحرب.

زابو لن يقبلك.. انت رجل طاعن في السن.

تبيان : إذن سأشتري لي حصانا وسيفا وأشن حربا على طريقتي الخاصة.

السيدة تبيان : مرحى! لو كنت رجلا لفعلت ذات الشيء.

 زيبو : رجاء لا تكونوا هكذا معي! يجب أن أخبركم بشيء ما: إن جنرالنا قال نفس الشيء

عنكم.

السيدة تبيان : كيف يجرؤ على النطق بهذه الكذبة.!

زابو : هل قال حقا نفس الشيء؟

زيبو : نفس الشيء.

تبيان :هل يمكن أن يكون نفس الشيء الذي حدثكما به انتما الاثنين ؟

السيدة تبيان : ولكن ان كان قد حدث نفس الشيء فالأولى به ان يكون حديثه مختلفا على الأقل. فهل مثل هذا الاسلوب هو أسلوب لائق لقول نفس الشيء لأحد ما!

تبيان : (في لهجة مختلفة الى زيبو) : قدح صغير آخرا؟

 السيدة تبيان : هل راق لك ؟

تبيان : على أية حال كان أفضل يوم الأحد الماضي.

 زيبو : كيف ؟ ماذا كان هناك ؟

تبيان : لقد قمنا بنزهة وبسطنا معدات طعامنا على قطعة قماش وعندما أدرنا ظهورنا, التهمت البقرة كل شيء، حتى مناديل الطعام.

 زيبو : أبهذه الصورة كان هذا الوحش الملتهم, هذه البقرة !

 تبيان وكعقوبة لها التهمناها بعد ذلك.

(يضحكون )

زابو : (الى زيبو) : ماذا تفعل في الخندق لكي تزجي الوقت في الواقع ؟

زيبو : أقوم بصنع أزهار من القماش, لكنني مع ذلك أشعر بملل كبير.

السيدة تبيان : وماذا تصنع بالأزهار؟

زيبو : في البداية كنت أرسلها الى خطيبتي، وذات يوم كتبت لي بأن الحديقة الشتوية والقبو قد امتلآ بها ولم تعد تعرف ماذا تفعل بها، وتفضل أن أرسل لها شيئا أخر إن لم يثقل علي هذا الأمر.

السيدة تبيان : وماذا فعلت بعدئذ؟

زيبو : كنت أود أن أصنع شيئا آخر لكنني لم استطع. لذلك تابعت صنعي لهذه الأزهار تزجية للوقت.

السيدة تبيان : وبعد ذلك أكنت ترميها؟

زيبو : كلا. لقد وجدت لها حلا، وذلك بأن أمنح كل رفيق يموت زهرة منها، حتى أصبحت لا أستطيع أن أعمل ما يكفي من هذه الأزهار على الرغم من أنني كنت أصنع أعدادا كبيرة منها. تبيان : اذن لقد وجدت لها حلا مناسبا.

زيبو : (بحياء) : أجل.

زابو : وأنا أخوك بالملل.

السيدة تبيان : ولكن أسمع, هل ان كل الجنود يشعرون بالملل مثلكم ؟

زيبو : انها تعتمد على كيفية ترجيتهم للوقت.

 زابو : انها نفس المشكلة معي.

تبيان : اذن لنتوقف عن هذه الحرب.

زيبو : ولكن كيف ؟

تبيان : ببساطة. قل لرفاقك بأن الأعداء لا يريدون الحرب. وانت (لابنه ) قل نفس الشيء لرفاقك أيضا ثم يذهب الجميع الى بيوتهم.

 زابو : رائع !

السيدة تبيان : ويهذه الطريقة تستطيعون أن تتما اصلاح المكواة.

زابو : كيف يمكن الا يخطر بذهن أحد حتى الآن مثل هذه الفكرة العظيمة ؟

السيدة تبيان : والدك فقط ممن يمكن أن يخطر بذهنه مثل هذا، لا تنس انه قد أكمل تعليما عاليا، وهو جامع طوابع بريد أيضا.

زيبو : وماذا يتبقى اذن للمارشالات والضباط بعد ؟

 تبيان :سيمنحونك قيثارات وصنوجا ويرتاحون.

 زيبو : فكرة حسنة.

تبيان : أترون. كم هي بسيطة ؟ كل شيء تم ترتيبه.

 زيبو : سنحقق نصرا هائلا.

زابو : سيبتهج إذن رفاقي!

السيدة تبيان : ماذا ترون ؟ الا نضع لهذا الاحتفال اسطوانة باسا دوبلة الراقصة.

زيبو : هذا صحيح !

زابو : أجل ماما, ضعي الاسطوانة.

(تفعل ذلك, تفتح الفونوغراف, تنتظر, لا شيء يسمع )

 تبيان : لا نسمع شيئا.

السيدة تبيان : (تذهب الى الفونوغراف ): لقد توهمت فبدلا من الاسطوانة وضعت بيريه

باسكية.

(تضع الأسطوانة. يسمع صوت عزف مقطوعة باسا دوبلة مفردة زابو يرقص مع زيبو، والسيدة تبيان مع زوجها الجميع في غاية الفرح. يدق تليفون الميدان. لا يسمعه أي واحد من الأربعة. يستمرون على الرقص بحماس شديد. يدق التليفون مرة أخرى. يستمر الرقص. تبدأ المعركة مجددا بانفجار قنابل. إطلاق رصاص, ونيران بنادق رشاشة. ضجيج وضوضاء. الاشخاص الأربعة لا يلاحظون شيئا ويرقصون بجنون, وابل من رصاص بندقية رشاشة يحصد الأربعة جميعا. يهوون قتل على الأرض. رصاصة تخترق الفونوغراف. يعيد الفونوغراف نفس المقطع في الرقصة بشكل مستمر كما لو أن الأسطوانة قد تصدعت. تسمع موسيقى الاسطوانة المتخدشة حتى النهاية. يأتي من جهة اليسار نفس الممرضين وهما حاملان محفة فارغة وفي الحال :

                                  ســتارة

 – الأزرق اشارة الى لون لباس جنود فرانكو الفاشيين وبخاصة جنود الفرقة الزرقاء سيئة السمعة !

 


فردناندو آرابال  ترجمة: نامق كامل (كاتب يعيش في المانيا)



تم عمل هذا الموقع بواسطة